علمتنا السنوات الطويلة من العمل المشترك مع المجتمع البدوي في النقب عن الاحتياجات الماسة للنساء البدويات، والتي يتم التعبير عنها جيدًا، للحصول على فرص عمل متساوية وإزالة الحواجز التي تمنعهن من الخروج من حالة الفقر. على الرغم من أن الحكومة قامت في سنة 2010 بتحديد هدف توظيف بنسبة 41% للنساء العربيات في إسرائيل للاندماج في سوق العمل، إلا أن هذا الهدف بعيد كل البعد عن أن يتم تحقيقه، خصوصًا بين النساء العربيات البدويات في النقب.
بسبب القيود التي تلت موجة الكورونا، حدث انخفاض حاد في معدلات توظيف النساء العربيات البدويات في النقب، مما أدى إلى تدهور وضعهن الاقتصادي وإلغاء العديد من الإنجازات التي تحققت في العقد الماضي. اما اليوم، فان معدل توظيف النساء العربيات البدويات في النقب يبلغ 30٪ (سنة 2019)، ويستمر العبء في الازدياد مع الانتقال إلى التعلم عن بعد، بسبب نقص أو ندرة الوسائل الرقمية لدى الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم وجود مراكز رعاية الأطفال لمرحلة الطفولة المبكرة يمنع العديد من النساء الراغبات في العمل من مغادرة منازلهن، مما يضيف تكلفة باهظة لأولئك اللاتي يرسلن أطفالهن إلى مراكز الرعاية النهارية كما أن الإعانة الجزئية التي تقدمها الدولة غير كافية. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم المساواة في التعليم وارتفاع معدلات ترك النساء للمدرسة الثانوية، وكذلك العائق الذي يشكله النقص في وسائل النقل العامة الملائمة والغير كافية، فان كل هذه الأمور تشكل عقبة.
هذه بعض العوامل الرئيسية التي تمنع المرأة البدوية من دخول سوق العمل، وتطوير أدوار مناسبة ثقافيًا والتي تساهم في زيادة دخل الأسرة.
من خلال البحث الميداني الذي يهدف إلى تحديد الاحتياجات والعقبات الرئيسية في توظيف النساء البدويات، فإننا نقوم بالتوعية لهذه المشكلة. نحن نبذل الكثير من الجهد في الضغط لخلق أدوار مناسبة وحساسة ثقافيًا للمرأة البدوية. علاوة على ذلك، يركز الضغط على فتح وصيانة مراكز الرعاية النهارية الحكومية المدعومة مع حاضنات مؤهلات، وهذه هي عوامل ضرورية لدعم ثقافة التوظيف بين النساء البدويات.