يقوم معرض “صمود – حياة النساء البدويات من وراء عدسة الكاميرا” بعرض الصور والفيديوهات, التي قامت نساء بدويّات من تسع قرى مسلوبة الاعتراف وقرية واحدة معترف بها في النقب, بتوثيقها خلال السنوات الأخيرة. تقدّم النساء البيِّنات حول حياة تشمل السلب والانتزاع المستمر, المدعوم من قبل المؤسسات: مصادرة الأراضي, عدم الاعتراف المُتعمَّد الذي ينعكس في رفض الدولة توفير الاحتياجات الأساسية مثل توصيل القرى بمصادر المياه, الكهرباء, الصرف الصحي, المواصلات العامة وغيرها. يكشف التصوير مشاركتهنّ في النضال ضد سياسة الهدم, ومساهمتهنّ في التمسك بالأرض – الصمود.
تلتفت النساء عن طريق الكاميرا وتقول: تم سحب جنسيّتنا, وبسبب ذلك, نعيش في ظروف معيشية صعبة للغاية, وربما مستحيلة. نُطالب بما يستحقّه كل مواطن – كل ما يحصل عليه المواطنون الآخرون دون صراع ويعتبرونه مفهوم ضمناً.
تبرز من خلال المعرض شجاعة النساء, وكذلك يبرز إلتزامهنّ الكبير, على الرغم من أنّ بعضهنّ اخترن عدم التمثّل بالاسم الكامل, إلا أنّ الصور تظهرهنّ كأولويّة. فَيقمن بتوثيق الواقع الأليم من قبل السلطات, باستخدام كاميراتهنّ البسيطة, وبالتالي ينتجنَ ذاكرة جماعيّة للمجتمع, ويشكلنّ عامل مهم في بنائها. فهن يتجاوزن الدور للمرأة في المجتمع التقليدي, يتّخذن موقف عام, ويشكلنّ جزءاً من النضال.
المنتدى للتعايش في النقب للمساواة المدنية, هو منظمة شعبية أنشأتها مجموعة من السكان العرب واليهود في النقب عام 1997 ، احتجاجًا على السياسات والممارسات التمييزية التي تتبعها الحكومة تجاه مواطنيها العرب البدو. نحن نعمل على تعزيز حقوق السكان الأصلانيين العرب – البدو من أجل مجتمع مشترك في النقب.
يقوم معرض “صمود – حياة النساء البدويات من وراء عدسة الكاميرا” بعرض الصور والفيديوهات, التي قامت نساء بدويّات من عشرة قرى مسلوبة الاعتراف في النقب بتوثيقها خلال السنوات الأخيرة. تقدّم النساء البيِّنات حول حياة تشمل السلب والانتزاع المستمر, المدعوم من قبل المؤسسات: مصادرة الأراضي, عدم الاعتراف المُتعمَّد الذي ينعكس في رفض الدولة توفير الاحتياجات الأساسية مثل توصيل القرى بمصادر المياه, الكهرباء, الصرف الصحي, المواصلات العامة وغيرها. يكشف التصوير مشاركتهنّ في النضال ضد سياسة الهدم, ومساهمتهنّ في التمسك بالأرض – الصمود.
تلتفت النساء عن طريق الكاميرا ويقلن: تم سحب جنسيّتنا, وبسبب ذلك, نعيش في ظروف معيشية صعبة للغاية, وربما مستحيلة. نطالب بما يستحقه كل مواطن – كل ما يحصل عليه المواطنون الآخرون دون صراع ويعتبرونه مفهوم ضمناً.
تبرز من خلال المعرض شجاعة النساء, وكذلك يبرز إلتزامهنّ الكبير, على الرغم من أنّ بعضهنّ اخترن عدم التمثّل بالاسم الكامل, إلا أنّ الصور تظهرهنّ كأولويّة. فَيقمن بتوثيق الواقع الأليم من قبل السلطات, باستخدام كاميراتهنّ البسيطة, وبالتالي ينتجنَ ذاكرة جماعيّة للمجتمع, ويشكلنّ عامل مهم في بنائها. فهن يتجاوزن الدور للمرأة في المجتمع التقليدي, يتّخذن موقف عام, ويشكلنّ جزءاً من النضال.
يبلغ تعداد السكان البدو في النقب حوالي 270.000 نسمة، يعيش حوالي 90.000 منهم في 35 قرية غير معترف بها. لا تظهر هذه القرى في الخرائط الرسمية، وفي الغالب لا تقدم لها دولة إسرائيل أي من الخدمات الأساسية مثل خدمات الصحة والتعليم والبنية التحتية، وليس لها اتصال بشبكة الكهرباء والمياه، أما الطرق فيها غير معبدة ولا توجد أنظمة صرف صحي. يتمتع سكانها بتمثيل ضئيل في هيئات الحكم المحلي وعادة لا يتمكنون من المشاركة في الانتخابات البلدية.
نتيجة لغياب الإعتراف والنقص المتعمد في الخرائط الهيكلية المحلية، فإن إنشاء مبانٍ دائمة في هذه القرى غير قانوني وقد يؤدي إلى غرامات باهظة وهدم منازل متكرر.
يعتبر الاعتراف بالقرى وتوفير البنية التحتية شرطين أساسيين لتقديم الخدمات الأساسية. طالما بقيت القرى البدوية في النقب غير معترف بها وغير مخططة، سيظل سكانها يعانون من نقص المياه الجارية والصرف الصحي والتخلص من النفايات ونقص في أنظمة الكهرباء ونقص في شبكات الاتصالات والمواصلات. لا توجد في أي قرية طرق معبدة باستثناء طريق الوصول إلى القرية في حالات معدودة. كما أن هذه القرى فقيرة بالمرافق الصحية والتعليمية، فقط في بعض القرى توجد مدارس وقليل منها موصول بالمياه والكهرباء. يضطر السكان إلى السفر عشرات الأميال للحصول على الرعاية الصحية، مما قد يمثل مشكلة كبيرة في حالات الطوارئ. أربع قرى فقط من القرى الغير معترف بها لديها عيادات ومراكز للأم والطفل. وفقًا لوزارة الصحة (2019) ، يبلغ معدل وفيات الأطفال في المجتمعات البدوية 9.4 لكل 1،000 رضيع، وهذا المعطى هو عبارة عن ثلاثة أضعاف معدل وفيات الرُضَّع في إسرائيل.
البنية التحتية أساسية لحماية حقوق الإنسان للمواطنين الذين يعيشون في القرى: النساء والرجال والأطفال العرب البدو في النقب.
ظاهرة هدم البيوت هي ظاهرة شائعة وواسعة الانتشار يواجهها المجتمع البدوي منذ سنوات. هدم البيوت هو أداة عملية لتطبيق سياسة التهجير من القرى وفرض التمدن القسري الذي تمارسه دولة اسرائيل في النقب، وهو أيضاً تعبير عن نظام عنصري.
أبناء وبنات المجتمع العربي البدوي في النقب هم مواطنون ومواطنات في دولة إسرائيل، لكن الدولة تصر على الاستمرار في معاملتهم كعناصر معادية وليس كمواطنين متساوين. بدلاً من العمل على حماية حقوق البدو والبدويات من أجل حياة كريمة وسكن لائق، تعمل سلطات الدولة بشكل منهجي على هدم منازلهم ونقلهم رغماً عنهم من أراض أجدادهم، خلافاً لعدة اتفاقيات ومعاهدات دولية.
الترهيب وعنف الشرطة والمراقبة من قبل الطائرات بدون طيار والمفتشين وهدم المنازل هي بعض الأدوات التي تستخدمها دولة إسرائيل لاقتلاع السكان البدو من أراضيهم. يرغب معظم أفراد المجتمع البدوي بالاستمرار في العيش في قراهم وفقًا لأسلوب حياتهم. لم تَقُم دولة اسرائيل بإجراء مفاوضات عادلة لحل مسألة ملكية الأراضي لأفراد المجتمع البدوي الذين يملكونها من قبل قيام الدولة.
الاستخدام الواسع لهدم المباني في القرى البدوية في النقب لأكثر من عشرة آلاف مبنى بين عامي 2012-2019، له عواقب وخيمة وهدامة قد خلقت تجارب مؤلمة من العنف والسلب لعشرات الآلاف من الناس من حقوقهم وخلقت خوف وانعدام ثقة كبير بين الدولة ومواطنيها العرب البدو على المستوى الجماعي.
قبل قيام دولة إسرائيل، كان الاقتصاد العربي البدوي في النقب يعتمد بشكل أساسي على الزراعة وتربية الماشية. بُني هذا الاقتصاد على مشاركة جميع أفراد الأسرة، نساء ورجالا وأطفالا، وقد شاركت النساء بدور فعال وكبير. كان الرجال والنساء مسؤولين ومسؤلات بشكل تضامني ومشترك عن إدارة المنزل ورعي الأغنام وزراعة الأرض وبناء الخيمة. إضافة لذلك، قامت النساء بنسج أجزاء الخيمة وأعداد الطعام لأسرهن من المنتجات الزراعية التي زرعوها.
بعد حرب عام 1948 وفي أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، فرضت دولة إسرائيل حكماً عسكريًا على السكان البدو الفلسطينيين في إسرائيل، حيث فرضته على جميع مواطنيها الفلسطينيين الذين بقوا بعد النكبة. خلال هذه السنوات، أجبرت دولة إسرائيل حوالي 90٪ من السكان العرب البدو الفلسطينيين الذين يعيشون في النقب حتى ذلك الحين على الرحيل إلى قطاع غزة في مصر والأردن. أدخلت دولة إسرائيل نسبة الـ 10٪ المتبقية في منطقة تسمى منطقة السياج، في المثلث الواقع بين ديمونا وعراد وبئر السبع، حيث يعيش معظم السكان البدو حتى يومنا هذا.
في السبعينيات، بدأت إسرائيل بتمدين قسري للسكان البدو في النقب ونقلهم إلى بلدات. بدأ السكان البدو بالعيش في مبانٍ دائمة وكانت النساء هن من عانين الجزء الأكبر من الضرر الاجتماعي والاقتصادي. بالنسبة لهن، فقد أدى فقدان الأراضي التي كانوا يزرعونها وفقدان القطعان أو تقليصها إلى تضاؤل مشاركتهن في بناء الخيمة وفي اقتصاد الأسرة. تم تقليص دورهن الاجتماعي والاقتصادي في تربية الأطفال والعناية بالمنزل.
عادةً ما تُعزى حقيقة عدم خروج النساء العربيات البدويات إلى العمل إلى الحواجز الثقافية في مجتمعاتهن، لكن العديد من الدراسات تظهر قيودًا عملية، مثل عدم وجود مناطق عمل قريبة، وسوء خدمة المواصلات العامة، ونقص خدمات رعاية الأطفال، ونظام التعليم السيئ، والتمييز من قبل أرباب العمل, والصعوبات في اللغة العبرية وغير ذلك، وهي عقبات رئيسية أمام اندماج النساء البدويات في سوق العمل.
معدل توظيف النساء البدويات (من سن 25-54) محدود للغاية ويبلغ حوالي 34٪ بناءاً على معطيات عام 2017.
يؤدي العزل الجغرافي والاجتماعي والاقتصادي عن سوق العمل الرسمي العديد من النساء، وخاصة في القرى غير المعترف بها، إلى “اقتصاد البقاء”, مما معناه، إنها مطالبة بإنشاء شبكة أمان اقتصادي لتصنيع وتجارة المنتجات التقليدية لأسرتها. بالإضافة إلى ذلك، تعمل المرأة العربية البدوية في وظائف غير مدفوعة الأجر في منزلها بما في ذلك الأعمال المنزلية، ورعاية الأطفال، والزراعة، وغيرها.
إن عبء العمل غير المأجور والعمل مدفوع الأجر مقسم بشكل غير متساوٍ بين الرجل والمرأة. ونتيجة لذلك، يحصل الرجال على الدخل والاعتراف بمساهمتهم الاقتصادية – بينما يبقى معظم عمل النساء غير مدفوع الأجر وغير معترف به وغير مقدَّر.
مكنت تجارب ناجحة لعمليات تشاركية قادتها الجمعيات النسائية الأهلية، مكنت النساء العربيات البدويات من بناء قيادة ونشاط بين النساء، بحيث أدى رفع وعي العديد من النساء إلى زيادة المطالبة بحقهن في المساواة في المجتمع، ولكنهن ما زلن يفتقدن المشاركة السياسية على المستوى المحلي.
نتيجة لزيادة الوعي، أصبحت المشاركات العربيات البدويات في مشروع التصوير الفوتوغرافي أنفسهن وكيلات تغيير في المجتمع، كما أَثَرَ شعورهن بالتمكين، على النساء المحليات الأخريات.
ينبع الصراع بين العرب البدو ودولة اسرائيل بشكل رئيسي من عدم اعتراف الدولة بحقوق ملكية البدو على الأراضي والقرى, في المساحات المتحضرة الصغيرة أو المساحات “الفوضوية” والغير مخططة. المواطنون العرب البدو في دولة اسرائيل هم من سكان النقب الأصلانيين والذين يعيشون في النقب منذ قرون. مثل الشعوب الأصلية والأقليات الأخرى في جميع أنحاء العالم، يعاني العرب البدو من الاستعمار والغزو لأراضيهم, ومن سلب حقوقهم في ملكية أراضيهم . تسجيل الكثير من الأراضي, الذي سمح به في سنوات السبعينات, والذي عُيٍّنت به نحو مليون دونم من الأراضي على أنها تخص أسراً في المجتمع البدوي، سُجّل في الأرشيف, وهُجِّرت القرى, بسبب النقص في المرافق التعليمية والصحية ومرافق البنية التحتية. كل هذا أدى إلى إهمال المواطنين البدو، ولكن أيضا إلى نضالات شملت استراتيجيات مختلفة – قانونية, اجتماعية, إعلامية وغيرها. فكل إنجاز على مستوى الخدمات تطلب نشاطاً أو آخر ولم يتحقق شيء بدون نضال.
نضال البدو يتعلق بحقوقهم في الأرض، في الحفاظ على ثقافتهم, وتقاليدهم, ولغتهم ووجودهم. ويسعى البدو إلى الاعتراف بحقهم في ملكية الأرض, السكن اللائق, وقف هدم منازلهم والاعتراف بحقوقهم الإنسانية، وكذلك منع التمييز وتوفير الحقوق الأساسية أسوة ببقية المواطنين.
المعرض يقوم بعرض القليل من الصراعات التي تحدث في النقب. قرية العراقيب، قرية واحدة من بين 35 قرية مسلوبة الاعتراف، تم هدمها بالكامل من قبل دولة اسرائيل في 27 تموز 2010، ومنذ ذلك الحين تم بناؤها, وأعادت الدولة هدمها 180 مرة, صحيح حتى أواخر تشرين الثاني. كان يسكن في العراقيب حتّى بداية عمليات الهدم حوالي 400 شخص. أما اليوم، لا يعيش سوى بضع عشرات من السكان بالقرب من مقبرة القرية، التي بنيت عام 1914، والذين يواصلون النضال ضد هدمها ومن أجل حقوق سكانها في امتلاك أراضيهم ومن أجل العيش بأسلوب حياتهم الريفية.
الشيخ صيّاح – مدافع عن حقوق الإنسان, وأحد قادة النضال البدوي من أجل الأراضي. تم اتهامه إلى جانب ناشطين آخرين، بتهم مختلفة منها: دخول الأراضي العامة، التعدي على الحدود، انتهاك قانون مشرع، البناء الغير مرخص، التدخل في شؤون ضابط شرطة وغيرها. وبذلك، يصبح السكان الذين يحمون حقوقهم وأراضيهم مجرمين مزعومين بمجرد وجودهم على اراضيهم.
يسكن قرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف, نحو 370 من السكان، من عائلة أبو القيعان. منذ النكبة، هُجر سكان أم الحيران مرتين، الاولى من خربة زبالة في عام 1952 للاستخدام العسكري، حيث نقل السكان إلى موقع بالقرب من مستوطنة لاهاف، الذي استولت عليه الدولة أيضاً في عام 1956، والثانية من منطقة مستوطنة لاهف إلى قرية أم الحيران، حيث يعيشون اليوم.
منذ عام 2003 ومنذ موافقة المجلس القطري للتخطيط والبناء على إنشاء مستوطنة حيران اليهودية على أراضي أم الحيران، تعرض السكان للتهديد بالإخلاء بالقوة للمرة الثالثة ولهدم منازلهم. رفضت المحكمة العليا الالتماس المقدم من أهالي القرية، وأجازت نقل سكان أم الحيران إلى حورة بغير موافقتهم, وتدمير قرية أم الحيران بالكامل.
في عام 2017، خلال مداهمة ليلية قام بها الجيش من أجل الهدم، أطلق ضباط الشرطة النار على أحد السكان، المعلم يعقوب أبو القيعان، الذي نزف حتى الموت بعد أن امتنع أفراد الشرطة وطاقم الإسعاف المرافق علاجه. وقد وثّق النشطاء والسكان الذين كانوا حاضرين بقصد محاولة منع هدم القرية، هذا الحادث الذي قتل فيه أيضاً أحد افراد الشرطة.
يهتم سكان قرية الزعرورة والذين عددهم أكثر من 2,006 أشخاص, بإنشاء مؤسسات تعليمية في قريتهم منذ سنوات. قامت محكمة العدل العليا عام 2004 برفض طلبهم بإنشاء روضة أطفال هناك، لكن السكان لم يستسلموا، وبعد عام واحد، قدّموا التماساً آخر طالبوا فيه بتزويد أطفالهم بوسائل النقل إلى الروضات في القرى المجاورة، لكن محكمة العدل العليا رفضت منحهم المساعدة الأساسية.
كما وخاضت قرية الزرنوق نضالاً اجتماعياً لعدة سنوات, من أجل إقامة مدرسة ثانوية, والذي تمّت الموافقة عليه أخيرًا وبدأ العمل عليه في أواخر عام 2019 ، ولكن باستخدام مباني مؤقتة ومع تصريح مؤقت. وبعد معركة قانونية خاضتها جمعية عدالة باشتراك السكان، يدرس اليوم في المدرسة نحو 900 طالب من الزرنوق والقرى المحيطة. تشارك جمعيات ومؤسسات كثيرة في نضالات المجتمع العربي البدوي، معظمها بقيادة المجلس الإقليمي للقرى الغير معترف بها, وبمساعدة منظمات حقوق إنسان ومنظمات حقوقية أخرى, مثل جمعية حقوق المواطن، بمكوم, سيكوي، شتيل، منتدى التعايش السلمي في النقب والعديد من المنظمات الأخرى.
الصمود هو توجه وطريقة حياة لبقاء السكان في أرضهم وتمسكهم بقوة في الأرض. وهو موقف صبر واستمرار، وعدم استسلام، على الرغم من المخاطر، وهو عبارة عن احتجاج غير عنيف من قبل السكان البدو في النقب, أو بكلمات أخرى تسردها سليمة من رخمة, قرية مسلوبة الاعتراف:
“إن حياة البدو في النقب ليست بسيطة على الإطلاق، وهنالك الكثيرون الذين لم يكونوا ليستمروا بالعيش تحت هذه الظروف القاسية جداً. ومع ذلك، هنالك جمال كبير في النقب، تواصل مع الطبيعة، وحب الأرض الذي هو جزء من الهوية, خصوصيّة المكان وبدائيّته. وعلى الرغم من كل النقص والصعوبات، يريد الناس مواصلة العيش في قراهم بالقرب من أسرهم وفي القرى التي ولدوا وترعرعوا فيها، مع تحسين المستوى الأساسي للخدمات الموجودة حالياً في القرى. إن حب الأرض والتمسك بها مع التخلي عن حياة ذات رفاهية عالية هو الذي يترك للسكان العرب البدو الأمل في حياة أكثر عدلاً للأجيال القادمة”.
ينعكس الصمود بين النساء البدويات في السنوات الأخيرة, في ارتفاع ملحوظ بعدد النساء الأكاديميات اللواتي يُقبلن إلى سوق العمل لتحسين ظروفهنّ المعيشية، و عن اللواتي يحملن المسؤولية ويُقمنَ بالمبادرة في قيادة التغييرات في المجالات الاجتماعية, الصحيّة, الاقتصاديّة وغيرها. ولكن على الرغم من هذا الارتفاع، هناك حاجة إلى كم كبير من استثمارات الدولة في فتح الفرص للنساء الأخريات, لممارسة حقوقهن وقدراتهن.